مرور مرير


لطفاً.. إن كنت حزيناً، مكتئباً، (متضايق شويه) فلا تقدم على قراءة هذه الكلمات...
الزمن شيء هادئ، رقراق، يتسرب من بين يدينا في نعومة ورقة. ونحن بشر، والبشر اعتدناه لا يدرك أهمية ما في يده إلا بعدما ينقضي ويفوت، فكيف لنا إذا أن نعي أهمية الزمن ونحن داخل دائرته ندور؟...ـ
أدركت أنا المتورط (وسيم المغربي) ذات صباح سكندري أني مازلت استيقظ كل يوم أغسل وجهي وأرتدي ملبسي وأذهب إلى العمل الذي يقتطع منى في كل صباح قطعة وبأني بلغت من الكبر عتيا، عقدين وسبع سنوات، ربما يسخر البعض بأني مازلت صغير السن في حين أنه في مرحلة سنية أصغر من ذلك قام العديد من الأدباء بكتابة نصوص بقت في ذاكرة العالم، وابتكر علماء شباب أشياء فذة، وأكتشف العباقرة منهم نظريات ورؤى غيرت مجرى التاريخ. هكذا يمر الزمن.. يسافر الأصدقاء، البعض يهجر الأرض باحثا عن أرض جديد، آخرون يتزوجون، غيرهم تدهسه ساعات العمل الأثنى عشر، يتركون المحابر والأقلام يكسرونها، يتساقط من حولك عشرات، مئات، هم وأنت في ذات الحلبة تُصرعون من أجل البقاء وعنق الزجاجة البعيد تشاهده في قمة رعبك لأن الوقت يمر والساعة لا تتوقف بموت أحد أو انزواء آحاد. تُرى هل بعد حين تأكل الحياة كتفي؟ وتصبح طموحاتي في دنيا الكتابة وهّم حين أوضع في اختبار جدي؟ حين تزيد في الحياة أعوامي، وأظل كما أنا، لا جديد في عيشتي. القلم لا يقبل شريكاً في ظني، العمل شريك، الحب شريك، الزواج شريك، كلهم يرفضون أن يصبحوا معا في ذات السكن. كم علاقة الإنسان بالعالم متشابكة، مأزومة طيلة بقاء الهواء بصدره.
الحياة انتهكت طفل صغير كان يمارس ألعابه في حب وألقته في بؤرة صراع مع هلام اسمه الزمن، طواحين الهواء أقل وطأً منه. ماذا تحمل لك دقة الساعة القادمة؟