بعد انقطاع

أعود ثانية إلى مدونتى التي تاهت مني في الزحام.. أجدني أحتاج للعالم الموازى كحاجتى للعالم الحقيقي، كطفل يتمسك بسترة أمه متلمسا من تمسكه هذا كل الأمان،هل للكتابة كل هذا السحر؟ هل للقراءة كل هذه السطوة؟ الأزرار/الأقلام ومفردات الحروف حين تنغرس على الورق أو تنضغط على لوحة مفاتيح الحاسوب
عودا حميدا يا أنا ويا أنتم

أول ما أريد ان اتحدث عنه هو عملي الجديد مع شباب سكندري أتمني ألا تلقي بهم الحياة وتخبطاتها بعيدا عن ذاك البريق المتقد في أقلامهم
ورشتي العزيزة
لوجو الورشة
حــــدوتة بحــــــر
التي أستمرت على مدار أشهر ست لننجز معا كتابا أحسبة حجر زاوية لكتاب القصة الذين يرسمون حروفهم الأولى في معجم القصة
اترككم الآن مع مقدمة كتاب
إعادة اكتشاف الجنون
لعبة حدوتة كتابة البحر
الإسكندرية الجميلة، عاصمة الروح، ثورة الفن والوعي، مدينة الأزرق الذي يمنح العالم لونًا مختلفًا.. دومًا تغرد خارج السرب وتعزف مقطوعتها بعيدًا عن صخب العاصمة. تلك المدينة التي حوتنا شوارعها منذ الصغر وجمعتنا طوال أشهر ستة لتخلق من (حدوتة بحر ـ ورشة القصة القصيرة) ثمرة كتاب _ بين يدك الآن _ يضم نصوصًا لعشرة كتاب ينقشون أولى حروفهم على ذاكرة الكتابة.
لم تكن هذه التجربة التي شرُفتُ بتنظيمها وإدارتها مجرد تجربة كتابة لكنها كانت إعادة اكتشاف للجنون.. للحياة، وطرحًا مغايرًا للمعنى والمضمون، تجربة شاركني فيها أروع شباب يمكن أن تصادفهم، شباب تعلمت منهم أضعاف ما قدمت لهم. خضنا معا تجربة أيقنت فيها بأن الكتابة قادرة على صنع التغيير وأن ما من أحد يزعم كونه قادرًا على الإحاطة بها علما، أو أن يفك شفرتها إلا الممسوسون من سحرها.
وكان الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق) هو الذي يسر لنا السبيل بتعاونه وتقديم منحة لدعم الورشة طيلة فترة انعقادها، سائرين على دربهم في رعاية التجارب العربية الشابة ليزيدوا المشهد العربيّ الثقافي توهجًا ويفتحوا الباب أمام جيل واثق من قدرته على التعبير، منفتح على الحوار مع الآخر.
(إعادة اكتشاف الجنون) كتاب مختلف في عرضه وتقسيماته، مثله في ذلك مثل التجربة بكل تنوعها وعفويتها وطزاجة الحالة خلالها. يقوم الكتاب على شقين (تمارين الكتابة) وهى التي كنا نشتغل فيها على وتر محدد في لعبة القصة القصيرة وبطرق متفاوتة، و(النصوص النهائية) وهى القصص التي كتبت بعد تمام منهج الورشة الذي شمل تطواف حول فنيّات كتابة القصة والعصف الذهني عنها ثم لقاءات مع أدباء اختلفت مشاربهم واستحوذ كلٌ منهم على بصمته الخاصة؛ أقدم لهم هنا كامل التحية والتقدير (علاء خالد / منير عتيبة / الطاهر شرقاوي / محمد عمر).
 لم يبق لي إلا كلمة حب أحملها لكل من ساهم في خروج هذا العمل للبحر.

وسيم المغربي
الإسكندرية مايو 2012

رمضاني

"أعلنت دار الإفتاء المصرية أن غدا/اليوم هو المتمم لشهر شعبان" جملة نسمعها من العام للعام تعنى أن رمضان صار قاب قوسين أو أدني لنعيش بهجته، لرمضان حالته الخاصة والمغايرة، محفورة هي أغنياته الشعبية الجميلة في دواخلي منذ حداثة المنبت، منقوشة بتفاصيلها في ذكرياتي (وحوي يا وحوي) ل "أحمد عبد القادر"، (رمضان جانا) ل "عبد المطلب"، (المسحراتي) ل "سيد مكاوي" يثيرون في القلب إحساس عارم بالأصالة، أشعر حين سماعها وكأنها أغنيات تنبعث من ماض سحيق عايشت بعضا من لحظاته.

لحظات الطفولة.. بحري.. الفانوس أبو لمبة (فالفوانيس بحجارة البطارية كانت حديثة الصنع في أوائل الثمانينيات).. رمضان حينها كان مواكبا للشتاء، والشتاء في بلدنا بارد وعاصف وممطر، كانت الشوارع غارقة في مياهها والبرودة محيطة. منزلي الأول (منزل العائلة) الذي عشت فيه حتى عامي الثامن عشر كان منزلا قديما للغاية بُني في أوائل القرن العشرين، سقفه مرتفع، نوافذه ضخمة، غرفة متعددة ومساحته شاسعة؛ يحكى لنا جدي أن أبيه استأجره بعد عودة المُهَجرٍّين إلى الإسكندرية بعد ضربها عام 1956م، كان مُلاك البيوت حينها يبخرونها ويرقون عتباتها كي يستأجرها الناس!. المنزل يطل على أهم أسواق بحري (سوق الميدان) وحين يعلم الناس أن الغد رمضان كانت الشوارع تمتلئ بالمارة ينتشرون لشراء سحور اليوم الأول فيتكتل الناس على بائعي (الكبده).. لدينا عادة لا أظن أحدً من غير سكان منطقة بحري يمارسها حيث لابد وأن يكون سحور أول أيام رمضان هو (الكبده) المقلية في الزيت، سألت العديد من سكان الإسكندرية (خارج بحري) فلا يعرف أحد عن هذه العادة شئ.. ثم يبدأ الباعة في تجهيز عجائن الكنافة والقطائف ومكونات السوبيا وعصير التمر الهندي والعرقسوس، الأطفال تهج للأرجاء بصحبة آبائهم، الشباب يبدءون في فرش الزينات الملونة بين البيوت، تشعر وكان لكل واحد دور يلعبه بمهارة. أحببت منذ هذا الوقت السير بالسوق والاستمتاع بالمشهد الحافل كل عام، لكن الأشياء ربما تفقد بريقها مع الوقت...

كم تترك المنمنمات أثرها علينا وتبقى رغم الوقت محتفظة بجمالها، للتراث مساحة في نفوسنا، تظل فيه الأشياء الصغيرة كالأغاني، الأكلات، الملبوسات، الروائح، الزينة مكون رئيسي للفلكلور المصري على امتدادات عصره، يصبح من غير الممكن فهم المصريين دونه. ربما مع مرور الزمن، مع تصاعد حالة الغربة والاغتراب، زيادة القهر الإنساني في مواجهة تحكمات المادة وسيطرة المال، في خضم صراع الإنسان ضد إنسانيته تسقط المنمنمات، تتآكل من ذهنه معاني التأصيل والعذوبة ومفردات الجمال ويجد أنه نسي وسط الضجيج وتر من أوتار الروح والحس منشغل عنها بفرديته. قطع ارتباطه بالعميق والراسخ لذلك فالجذور تربط الإنسان بطفولته، والماضي يعني لدينا أمورً أكثر نقاء تضفي فرحة وبهجة لا تضاهيها سواها.

محاولات للإبصار

المجموعة القصصية
محاولات للإبصار
دار الدار - 2009
الظهر


سؤال ألح عليّ حين تابعت مباراة مصر والبرازيل في بطولة القارات.. حين رأيت بعيني حجم الانتماء لهذا الوطن، المواطن البسيط، المثقف، المسئول، الطفل، النساء، والشيوخ.. كل الطوائف ألتفت حول الشاشة الفضية متابعين ما يحققه لاعبو بلدهم وفي عيونهم شغف مغلف بأمنيات النصر، ومشاعر يملأها الفخر بكونهم مصريين.

أفكاري عن الانتماء مموهة، لا أرتكز فيها على حقيقة صريحة، هل الانتماء لوطن فطرة فينا؟ هل نحب وطننا؟ هل مازال الانتماء إليه يستحوذ علينا؟، جميعنا فقدنا الثقة في كل الجاري حولنا، استسلمنا للفساد المحيط، للوقوع تحت ضغط لقمة العيش المشبعة بالذل، الرضوخ وطأطأة الرأس أمام قهر للطبقة العليا أصحاب الأموال والفيلات في "الساحل وشرم" في مقابل حروب وبلطجة فقط لمحاولات العيش بالكاد كآدميين. الزيف الغارقين فيه حتى المنتهى. ألاف الصنوف من الهوان مع كل طلعة شمس ظللنا نواجهها بمقولة (يا حيط دارينى) و (امشي سنه ولا تخطى قنا) حتى أبدلناها لمنطق (حد له شوق في حاجه يا ولاد الكلب يا جزم) و (يا روح ما بعدك روح) وفي تعاملنا الجديد هذا تشعر بحالة من اللامبالاة والضياع وعدم الاكتراث بالآتي أو الجاري.. وكأنه لا قادم (معادتش فارقة سينا من سونيا)....

حين المباراة كان الجميع مُلتف، فَرح، مُحلّق، يري في لاعبي منتخب مصر ما يتمناه في نفسه، كانوا يدنون به من أحاسيس تلاشت وسط ضجيج حياتنا، أحاسيس الجدية والعزيمة والقوة والنصر، رأيت في عيون كل مشاهد أنه يعيش مع تلك المباراة وكأنه وجد فيها تعويضا له عما يفتقد من مشاعر.

غريب هو الأمر، ألهذا الحد صرنا نتنشق على أية فرحة!، أي شعور ولو عابر يمنحنا أحساس بأننا ما نزال على قيد الحياة ولم نمت. هذا الشعب عاشق للحرية، عاشق للأمل ولكنه نسي أنه لا يبذل في مقابل عشقه هذا.

مرور مرير


لطفاً.. إن كنت حزيناً، مكتئباً، (متضايق شويه) فلا تقدم على قراءة هذه الكلمات...
الزمن شيء هادئ، رقراق، يتسرب من بين يدينا في نعومة ورقة. ونحن بشر، والبشر اعتدناه لا يدرك أهمية ما في يده إلا بعدما ينقضي ويفوت، فكيف لنا إذا أن نعي أهمية الزمن ونحن داخل دائرته ندور؟...ـ
أدركت أنا المتورط (وسيم المغربي) ذات صباح سكندري أني مازلت استيقظ كل يوم أغسل وجهي وأرتدي ملبسي وأذهب إلى العمل الذي يقتطع منى في كل صباح قطعة وبأني بلغت من الكبر عتيا، عقدين وسبع سنوات، ربما يسخر البعض بأني مازلت صغير السن في حين أنه في مرحلة سنية أصغر من ذلك قام العديد من الأدباء بكتابة نصوص بقت في ذاكرة العالم، وابتكر علماء شباب أشياء فذة، وأكتشف العباقرة منهم نظريات ورؤى غيرت مجرى التاريخ. هكذا يمر الزمن.. يسافر الأصدقاء، البعض يهجر الأرض باحثا عن أرض جديد، آخرون يتزوجون، غيرهم تدهسه ساعات العمل الأثنى عشر، يتركون المحابر والأقلام يكسرونها، يتساقط من حولك عشرات، مئات، هم وأنت في ذات الحلبة تُصرعون من أجل البقاء وعنق الزجاجة البعيد تشاهده في قمة رعبك لأن الوقت يمر والساعة لا تتوقف بموت أحد أو انزواء آحاد. تُرى هل بعد حين تأكل الحياة كتفي؟ وتصبح طموحاتي في دنيا الكتابة وهّم حين أوضع في اختبار جدي؟ حين تزيد في الحياة أعوامي، وأظل كما أنا، لا جديد في عيشتي. القلم لا يقبل شريكاً في ظني، العمل شريك، الحب شريك، الزواج شريك، كلهم يرفضون أن يصبحوا معا في ذات السكن. كم علاقة الإنسان بالعالم متشابكة، مأزومة طيلة بقاء الهواء بصدره.
الحياة انتهكت طفل صغير كان يمارس ألعابه في حب وألقته في بؤرة صراع مع هلام اسمه الزمن، طواحين الهواء أقل وطأً منه. ماذا تحمل لك دقة الساعة القادمة؟

كلاكيت عن البوستر



حاتم عرفه.. الشاب الحالم، الغض، الطائر فوق السحاب والذي أفخر أنه أحدى أبنائي الإطلاليين رغم أن الفارق العمري بيننا قد لا يتخطى الأعوام السبع.. غلاف كتابي الأول الصادر عن دار نشر محترمه آتى ذكرها في حينه هو الغلاف الأول الذي يصممه حاتم لهذه الدار.. بالصدفة تتعارض خطتي لتنفيذ غلاف كتابي مع امتحانات حاتم في الكلية.. (أنا لو فشلت فى الامتحانات المره دى حيبقى ذنبى فى رقبتك) قال يعنى فشله قبل كده كان بسببي!!.. المهم كدنا نختلف على اليوم الذي سنجلس فيه سويا لتصميم الغلاف والذي قد يؤدى لخلل في تنفيذ كتابي.. واتفقنا على أن (نقعد قعده) يوم 15-1-2009 وقد كان...

أثنين قهوة زيادة حليب وقطعتين هريسة ذره نبدأ بهم التصميم مع دقات الساعة الخامسة وفى تمام الثانية بعد منتصف الليل ينزل حاتم من منزلي في بحري وقد أنهى تصميم الغلاف والبوستر بعد أن نز أخر قطرة إبداع فى مخيلته، اعتصرته فأخرجت منه تصميمات رائعة.. ومن ثم بدأت مهمتى.. طيرت إلى الهاتف لأخاطب المختصين بدار النشر ليطبعوا لى البوستر حتى يتثنى لى عرضه بمعرض الكتاب لكن لظروف انضغاطهم كان من المستحيل ان يقومون بطباعته، ولمعرفتى بأغلب أمور الطباعة لأنى كنت مشرفا على كتب إطلالة قررت طباعة البوستر فى نفس المطبعة التى اتعامل معها. سلمت صاحب المطبعة البوستر يوم الأربعاء واتفقت معه على استلامه يوم السبت مساء لأنى سأسافر للقاهرة الأثنين و(دفعت عربون 200جنيه) يوم السبت السابعه اتصلت بالرجل لأخبره بقدومى، قال (ساعه كده وكلمنى يا باشا) مرت ساعه وكلمته، لجلجه، لعثمه، صمت، (لسه الشغل مخلصش.. تستلمه الاثنين) أنفجرت (كلااااااااااااااااا) بعد زعيق قالى (على الساعه 10 تستلم، روح على المطبعه) وذهبت الصنايعيه قالولى حنبدأ فيه بكر (a7a) اتفقت معهم على استلام البوستر الاحد ليلا، مشيت حتى المنشيه على رجلى (1كم) يتصل صاحب المطبعه ويسألنى (استلمت)!!!!!!!!!!! رويت له فقال (ارجع تانى زمانهم خلصوه) رجعت وكانت الساعه 11 انتهوا من البوستر 12.30 وانا (مرصرص فى الشارع من الساقعه) ولكن تمت المهمه الاولى.

قلمى ودموعى وابتساماتى

برقية

قلمى العزيز. أبعث إليك ببرقية تهنئة بقرب صدور وليدك الأول للحياة، حبك الأكبر وتعبيرك عن مساحات وجودك فوق خريطة الكون.

مقطع من مذكراتى

....... خائف أنا من أن أخطو خطوة نحو تحقيق ما أريد ولا أصل إلى العتبات التى أرغبها وبذلت من أجلها كل المساعي.

خارج ما فات1

يقلقنى كثيرا حين أقرأ كتاب يعجبنى ولا أجد ما يدلنى على هوية الكاتب أو أى معلومات عنه غير اسمه، وأجن حينها، تدور بذهني أسئلة عنه وأتمنى أن أعرفه، ربما لأنى حين قرأته توقفت للحظه لأقول (أبن الكلب.. لعبها إزاى دى!!). هل أضع كلمة عنى فى مجموعتى حين الصدرو.. سؤال عويص.

خارج ما فات2

الإهداء.. الغلاف.. اختيار دار النشر.. التوزيع.. الدعاية....
هو مش المفروض دورى ككاتب انى أكتب بس؟!!!ـ
تعليق أخير

"سأدون تباعاً كيف وما هى الأحداث التى مرت وتمر بى حتى أسمع صراخ الكتاب/الواد وهو يقول (واااااااااااااااااااء)".ـ