غزه.. عرب

القضية الفلسطينية.. الهم الذي يحمله عالمنا العربي والإسلامي منذ ستة عقود زمنية، ما زلنا إلى الآن نتحدث عنها، تلوكوها أفواهنا، نعلن سخطنا، ضجرنا، رفضنا للأوضاع الراهنة، ونعود لنشجب وندين ونندد، دون حراك لا منا ولا من المجتمع العربي أو الدولي.

لا يمر شهر والثاني حتى تهل علينا تباشير الحرب المُصغرة الواقعة في الأراضي المحتلة هنا أو هناك.. حماس وفتح والسلطة الفلسطينية في تركيبة معقدة لأناس فقدوا التصالح مع ذواتهم وحولوا مساحة التآخي لمساحة من الصراع على السلطة والانشقاق. الأمر العبثي هو أن أغلب قادة حماس بعيدون تماما عن أرض المعركة يمارسون أفعال القول من شجب وتنديد من داخل الأراضي اللبنانية!!.. والناس في كل مكان تزعق (بروح بالدم نفديكي يا فلسطين) وتغمس أعلام إسرائيل وأمريكا في (الجاز) وتمارس طقوس الحرق!.. نوع من التأكيد على العجز الكامن فينا والخوف من الفعل والارتكان لخانة القول.. القول والقول ثم التأكيد على القول. فكيف لنا أن نهزم عدوا أقوى منا، ولا نملك ضده إلا الحجارة والفساد والإحباط والفقر والعوز والتناحر على الرخيص ونظل بعيدين عن مناطق الروح والإيمان ونطالب بالحل، ناسين أن الحل فينا ومنا، أن نتراحم ونتحاب، الأب والابن، العامل والرئيس ولكننا ننسى إصلاح أنفسنا في مقابل حلمنا الساذج لإصلاح العالم حولنا. بالله كيف يتأتى لنا هذا؟!..

العرب وربما العالم يحملون مصر مسئولية ما يحدث في (غزه) منادين بفتح المعابر، ومدعين بما لا يصدق قلوبهم بأن مصر (الشقيقة الكبرى للوطن العربي) متناسين أدوارهم، تماما كالطالب الفاشل الذي لم يذاكر وكان يعتمد على أن مدرسه سيمنحه الدرجة النهائية لمجرد أنه يعرف والده وجيران. منتهى اللامبالاة.. أوطان تبيع أرضها للأمريكان وتنتهك داخليا وخارجيا كل حين ثم المسئول عن كل هذا اللغط هو نحن (مصر) اليمن التي راح أبناء وطننا فداء لهم يحاولون اقتحام سفارتنا هناك ورفع علم فلسطين عليها!.. الفلسطينيين اللذين كثيرا وما نزال مدافعين عنهم هم من باع أرضه في أوائل القرن الماضي لليهود وملكوهم أراضيهم بالمال، وهاجر الألوف منهم هربا من الحرب لتدافع الشقيقة الكبرى عن أراضيهم ووطنهم بدمائنا. أنا لست مع الفرقة العربية ولكن مع أن نضع الأمور في مسارها بان مسئولية ما يحدث هو تراخينا عن أخذ أسباب التقدم والقيادة والقوة والاعتراف بأننا كلنا عربا ومسلمين في كل أنحاء الأرض مشاركين في حل المسألة وليست مصر هي مفتاح الجنة وحل أعقد قضايا الكون. مصر ليس لديها الحل حتى وإن فتحت المعابر وتسببت بهذا في تنفيذ بعض أغراض الصهاينة وربما حماس. المفتاح في أن نفيق من كبوتنا الحضارية ونتعلم من العالم أفضل ما فيه وأن نعد لهم ما نستطيع من قوة ونرد بأيدينا لا بأيدي غيرنا. ونتحاب وننسى أن السلطة زائلة والحق باق.

1 التعليقات:

نوع من التأكيد على العجز الكامن فينا والخوف من الفعل والارتكان لخانة القول.. القول والقول ثم التأكيد على القول

متفقة جدا مع كل كلمة قلتها، بس النهاية مش شايفها رومانسية شوية يا وسيم؟!

علي رأي واحدة صاحبتي اسمها ايناس قالتلي مرة الإنسان كائن حقير ف طبيعته!!

ضحكت بشكل هستيري .. مفهمتش غير لما شفت بعيني يا وسيم!!

fatmasabit@gmail.com

أشوفك بخير ان شاء الله، واسفة اني اتأخرت ف الرد.

11 يناير 2009 في 5:09 م