جاهل

الحياة كبيرة بالقدر الكافي لعدم استيعاب الإنسان إلا لأجزاء منها، وكلما أزدت علما أزدت جهلا. ذلك هو المدخل الذي يفتح أمامي حقيقة أنني جاهل، بأن العالم إلى الآن مازلت أكتشفه، مازلت أتبع إطار خبرتي المحدودة بفعل الزمان والمكان.

الكون فسيح، مُربك، مترامي الأحداث، ألوف الكتب تُطبع، مئات المخترعات، العلوم أسرع من الصوت، والفساد أسرع من الضوء، وأنا الضئيل.. لا أدرك فعلى، لا أدرك مدى جدية تحريكه للأمور.

ذات مرة كنت أستمع لبرنامج إذاعي سكندري أجرى معي، شعرت حينها أني شبه متلاشي الحجم بركن بعيد معتم، وأن الراديو الذي أسمعه شديد الضخامة وأنه مقارنة بالعالم كالنملة مقارنة بالديناصور والكون متسع يملأه الصراخ والضجيج ،الحب والكره، الموسيقى والقتل. ولا أحد غيري يسمعني. فهمت كيف هي علاقتي بالعالم ومدى ما أعانيه من جهل لمجرياته، وإحساس لحوح بأني منعزل مهما كنت واثقا من امتزاجي، مهما كنت أدعي المعرفة، فهناك ما لا تتسع مداركي أن تلم به.

3 التعليقات:

أه، فعلاً عندك حـــق


بالمناسبة يا (وسيم) إنتا محتاج تبقى على تواصل كمان مع مدوني الإسكندرية، لا سيما من منهم يهتم بالأدب


تحياتي

28 ديسمبر 2008 في 12:07 م  

خدلك برشامه وأنت تبقى كويس

شوف يا وسيم بك
الهواجس دى هى التى تدفعنا الى الكتابة والابداع... لا تضيع تلك اللحظات يا صديقى

30 ديسمبر 2008 في 2:38 ص  

متفقة جدا مع ابراهيم وطه :)

3 يناير 2009 في 2:42 ص