الميلاد


لماذا يحب الإنسان التحدث عن نفسه؟.. لماذا دوما الذكريات القديمة تصبح ذات لحظة إحدى المحاور التي يدور حولها اهتمامه؟...
تلك كانت جدتي.. يخبرني أبى أنها من الأشراف، من أهل البيت النبوي، أتذكر موتها، كنت في المرحلة الثانوية، الغريب وعلى الرغم من حبي لها، من ذلك الطيب الذي ينبعث منها، لم تنزل دمعة واحدة من العيون عليها عندما حان الفراق، ربما لأنها لم تكن تحيا معنا في المنزل، ربما لحداثتي حينها بإدراك الكون والجاري بين أثيره. مثل اليوم منذ 27 عام كانت هذه الصورة في سبوعي يوم 11-12-1981 تحتضنني الجدة وكأني قطعة منها، فأبى هو أقرب الأبناء لقلبها على الرغم من أنه الأصغر، البسمة الغريبة في الصورة التي استبشر فيها بالحياة وبأن جدتي تحبني وبأنها تشملني بالرعاية، أنا الابن الوحيد في العائلة الكبيرة (14 عم لى) لذا سلك سبيل التعليم العالي، كانت دوما تغريني بهدايا ثمينة كي أتقدم في تعليمي، لازالت الساعة القيمة التي منحتها لي عند نحاجى في المرحلة الإعدادية لدي، أبى حين فارقت هي الحياة ظل صامتا، باهتا، ثم في المساء انهار وحملناه للمستشفى.
الصورة موحية، أبى لديه حب كبير لإبقاء اللحظات كأنها معاشة، كان مهتما حينها بالتقاط اللحظات، بتسجيلها عن طريق الصورة، وكنت أنا ولده الأول محور اهتمامه، لدى ألبومات لا حصر لها، ماذا كان ميلادي يمثله بالنسبة لجدتي، ثم بالنسبة لأبى وأمي، ثم ماذا شكل الميلاد بالنسبة لي؟؟ حكاية سأرويها قريبا........ـ


1 التعليقات:

nice blog, waiting for the rest of brasheem
samar ahmed

12 ديسمبر 2008 في 9:33 م